نمت فكرة، طفت على السَّطح وكأني بها تستعجل الدَّهر وتسابق الزَّمن، ليلتها طُفْت كل البقاع والأصقاع زرت كلَّ الأرجاء استحضرت صغري وأنا أستعجل الكبر مرَّة دركي يطارد المهربين وتارة القاضي الذي يحاكم المتسلطين وأخريات صفاة أخرى تستوقف الذَّاكرة لتساءلها عن السر وراء فتحة الأمل التي لم تَخْفُت رغم حلكةٍ ودمسٍ ما انقشع...
نَمَت فكرة، استوطنت عقلاَّ بل انصهرت في ذات فأصبحتا واحداَّ لا فراق ولا انفلاق...
كرٌّ وفرٌّ، مدٌّ وجَزرٌ، هي الحياة قِيل...
نمت فكرة ولم تتخذ لها شكلاً بل اكتفت هويَّةً ركحاً تتجسَّد عليه الحياة، ظلت تؤرقني وما احلاه من أرَق وَلاَّد...
تحدِّ لكل العراقيل لكل العقبات ، تحدِّ لا يأمن بالمستحيل ...
كان أوله الإصرار على الحياة، يوم رفض البِئر استقباله زائراً فوق العادة، يومها كان التحدي الاول، تحدي القدر أو قدر التَّحدِّي يوم ارتبط المصير بالمصير والتقيا عند البئر لكن ليس بئر يوسف هذه المرَّة ...
وهل يستطيع المرء ان يحرص على شيء دون أن يكون على ارتباط وجداني به ؟ وهل الأسئلة تستوجب جواباً على الدَّوام؟
نمت فكرة ثم اتخذت لها هوية أوَّلُ معالمها "إصرار" وثانيه "تحدِِّ"
بعد الإصرار علي الحياة، كان الكفر بالمستحيل فنمت الفكرة وتقوت واصبحت جرأة على الجهر بالتحدِّي فكان ذلك الصَّباح يوم عقد العزم من "ما تحت الصِّفر" ومن خارج ما صاغته كلُّ مناهج الرِّياضيات فودع الجميع، وقرر خوض المغامرة على جناح طائر، مغامرة الحياة...